أهمية التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري
كيف تؤثر التكنولوجيا في العمل التجاري؟
تطور كل شيء في مجال الأعمال والتجارة، عندما دخلته التكنولوجيا بكل تحديثاتها المتجدِّدة والإمكانات الكبيرة التي توفرها للعملية التجارية، فأصبحت كل الشركات تعتمدها في منظومة عملها لتحقيق تقدمٍ في الأداء وتنمية شاملة ومستمرة لمقوماتها، ولم تعد تقارن الشركات التي تستخدم الوسائل التكنولوجية المتطورة مع تلك التي تعتمد وسائل أكثر بدائية، لذا دعنا نستعرض أهم أدوار التكنولوجيا في الأعمال التجارية للشركات:
1. دور التكنولوجيا في النشاط التجاري:
يأتي دورها هنا ممتداً على كثير من الجوانب ابتداءً من التطبيقات والأدوات التكنولوجية الحديثة التي يمتلكها الموظفون، والتي تجعلهم يقومون بمهامهم باحترافية عالية ووقت أقل، وهذا يرفع الإنتاجية في الشركات، وانتقالاً إلى التقنيات التي تتولى المهام الحسابية بدقة عالياً فتقدِّر الإيرادات والنفقات، وتقلل كثيراً من وقوع الأخطاء في العمل، وصولاً إلى الأدوات الذكية التي تساعد الخبراء على رسم الخطط الشهرية والسنوية للشركات لرفع الإنتاجية وتحقيق التقدُّم المتنامي، كما تساعدهم على كشف الثغرات والأخطاء في العملية كاملة وتداركها بسرعة.
2. دور التكنولوجيا في التواصل:
إن هذا المجال أيضاً يشمل جوانب متعددة، وجميعها يؤكد أهمية التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري، فأولا يأتي التواصل بين الموظفين وبينهم وبين المديرين والذي يسَّرته التطبيقات التكنولوجية كثيراً، فأتاحت إنشاء شبكة تواصل قوية سريعة تعمل داخل الشركة وخارجها، الأمر الذي أصبح يضمن تناسق وتنظيم العمل، ثم يأتي موضوع التواصل بين الشركات، فمن خلال تطبيقات التواصل الحديثة وشبكة الإنترنت ووسائلها، أصبح من الممكن تواصل الشركات الكبيرة العالمية مع شركات وأعمال تجارية في بلدان أخرى، وطرح خطط وأفكار التعاون والتطوير بسهولة بالغة، وأخيراً يأتي جانب هام أتاحته وسائل التواصل التكنولوجية للموظفين، وهو العمل من أي مكان وبأي وقت وإرسال الأعمال والمهام لأصحاب العمل.
3. دور التكنولوجيا في المبيعات والتسويق:
لعلَّ هذه النقطة هي الأبرز من بين الأدوار التي توضِّح أهمية التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري، فقد صنعت التكنولوجيا عصراً جديداً في تواصل الشركات والعلامات التجارية مع عملائها والتفاعل معهم، واليوم تستخدم الشركات أدوات التحليل، ومنصات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهاتف المحمول في عدة أسس وأهداف تسويقية، نذكر منها:
- تحديد خصائص الجمهور المستهدف من خلال تحليل بيانات المستهلكين والعملاء وجمع معلومات دقيقة عن احتياجاتهم وسلوكهم وتوقعاتهم، واستخدام هذه البيانات في وضع خطط واستراتيجيات التسويق والحملات التسويقية.
- اختراق الحدود الجغرافية وتوسيع نطاق التسويق للوصول للمستوى العالمي واستقطاب العملاء من كافة البلدان، من خلال المنصات الإلكترونية ومواقع الإنترنت وتطبيقاته.
- الوصول السهل والسريع للعملاء الذي مكَّن العلامات التجارية من التسويق التفاعلي للمستهلكين، وطرح العروض التسويقية عليهم من خلال المنصات الاجتماعية والبريد الإلكتروني وحتى الرسائل النصية.
- القدرة على تحليل وقياس فاعلية الحملات والاستراتيجيات التسويقية ودراسة النتائج والتوجهات، ومعرفة التحسينات اللازمة من خلال أدوات التحليل الخاصة، الأمر الذي يضمن باستمرار عائدات الاستثمار القوية بطريقة دقيقة.
4. دور التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري:
إن جوانب أهمية التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري لا يمكن حصرها، فهي ممتدة مع امتداد الابتكار البشري، فإن ما توفره التكنولوجيا، يسمح بالابتكار في كل دور من أدوارها والتي تحدثنا عن بعضها، وفي كل مرحلة من مراحل العملية التجارية في أي شركة، وذلك بسبب:
- السهولة والتيسير الذي توفره وسائلها في كل المجالات.
- الإمكانات الضخمة التي تطرحها تقنياتها وتطبيقاتها، والتي يمكن تسخيرها في خدمة كثير من الأفكار الخلاقة والمبتكرة التي تهدف لتطوير العمل التجاري.
الابتكار في مجال التسويق مثلاً أتى بأفكار إبداعية، كتخصيص تجربة العميل، وذلك بتحديد الخدمات والرسائل والعروض التسويقية الخاصة بكل عميل والتي سترسل إليه بالتحديد، وقد خدمت التكنولوجيا هذه الفكرة المبتكرة من خلال تحليل بيانات العميل وجمع تفضيلاته الشخصية ورغباته وتوقعاته، الأمر الذي ساهم برفع المبيعات وتحسين تجربة العملاء وارتباطهم أكثر بالعلامة التجارية.
أيضاً من الأفكار الابتكارية التي جاءت على مستوى التواصل، كانت فكرة عقد الاجتماعات والمؤتمرات أو مقابلات العمل من خلال وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي توفرها التكنولوجيا الحديثة، والتي سمحت بتواصل جيد بين الأفراد والمديرين وبين الشركاء الموجودة في بلدان مختلفة، ووفَّرت تكاليف السفر ومجهوده الكبير في الوقت الذي لا يحتاج فيه الأمر كل هذا العناء، وثمة كثير من الأفكار الخلاقة، فنستطيع القول إننا في عصر الترحيب بالأفكار الابتكارية في المجال التجاري والتي ستكون التكنولوجيا في خدمتها.
شاهد بالفيديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي
كيف يمكن استخدام التكنولوجيا في الأعمال التجارية؟
بعيداً عن أساسيات العملية التجارية وجميع مراحلها التي ذكرناها آنفاً، والتي دخلت فيها التكنولوجيا وضمنت إتقانها وتطورها، فإن أهمية التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري أتت بمنظور أرقى وأشمل لطرائق استخدامها في الأعمال التجارية، فدعنا نسلِّط الضوء على بعض هذه الطرائق الابتكارية في توظيف التكنولوجيا بالعمل التجاري:
- أصبح بالإمكان لأصحاب الشركات والمنشآت التجارية إنشاء أفرع متعدِّدة لشركتهم في دول وبلدان أخرى، وربط جميع فروعهم من خلال شبكة اتصال قوية تابعة للشركة تضمن التنظيم وإدارة العمل بتناغم بين الفروع المختلفة، وهذا ما يحقِّق الحضور الواسع للعلامة التجارية وتوسيع نطاق المبيعات.
- إنشاء حملات تسويقية إبداعية واسعة مبنية على استراتيجيات تسويقية قوية تخدم متطلبات سوق العمل وتضمن نجاح الحملة وانتشارها باستخدام جميع وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي المتاحة.
- إنشاء هوية بصرية للشركة تجذب العملاء وتزيد ارتباط المستهلك معها، وتترك انطباعاً قوياً لديه، الأمر الذي يزيد رواج الشركة بين جمهور الفئة المستهدفة ويستقطب أعداداً أكبر، وهذا الأمر يعتمد كلياً على برامج التصميم المتطورة.
- إنشاء تطبيق على الجوال والأجهزة الذكية تابع للشركة يعرض خدماتها ومنتجاتها ويزيد انتشارها بين العملاء ويسهل عمليات البيع والشراء.
- التوجه إلى التجارة الإلكترونية والذي أصبح متاحاً كثيراً، لذا يجب التعرُّف أكثر إلى هذه التجارة.
ما هي التجارة الإلكترونية؟
التجارة الإلكترونية ببساطة هي عملية بيع وشراء الخدمات أو المنتجات من خلال المتاجر الإلكترونية الموجودة على الإنترنت، وأصبحت تتضمَّن جميع أنواع المنتجات التي يمكن بيعها بأنواع متعدِّدة من النشاطات التجارية، كالبيع بالتجزئة والجملة، والمزادات الإلكترونية، وخدمات العملاء، والمعاملات المالية بين الأفراد وبين الشركات، وقد شهدت التجارة الإلكترونية تطوراً مبهراً في السنوات التي تلت جائحة الكوفيد-19، حتى أصبحت جزءاً من الحياة اليومية يتيح شراء أي شيء من المنزل، وهذا ما يجعلنا نأتي على مزايا التجارة الإلكترونية التي جعلتها تتفوَّق على التجارة التقليدية وتلقى رواجاً كبيراً:
- لا تتطلب استثمارات كبيرة ولا مهارات اقتصادية وتجارية متقدمة.
- توفير الوقت والمجهود الكبير الذي يأخذه الذهاب إلى المتاجر الفعلية والوقوف في طوابير الدفع.
- تزويد الزبائن بمعلومات تفصيلية عن المنتجات بما يتضمَّن التوصيف وصور وفيديوهات للمنتج وآراء مستهلكين آخرين حوله.
- تقليل التكلفة بسبب عدم الحاجة للمتاجر الفعلية وقلة الأيدي العاملة، ونتيجة لذلك تحقيق توفير تنافسي في الأسعار وعروض كثيرة.
إن كل ذلك وأكثر من المزايا، يجعل التجارة الإلكترونية فرصة للكثير من أصحاب المشاريع، ويعد دليلاً حياً على أهمية التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري.
كيف أثرت التكنولوجيا في الأعمال التجارية العالمية؟
أحدثت التكنولوجيا بدخولها في الشركات والأعمال التجارية العالمية تغيراً جذرياً في المنظومة الاقتصادية، فقد حسنت الإنتاج وزادت الكفاءات ورفعت جودة المنتجات والخدمات، وأيضاً كان لها الفضل الكبير في تطوير استثمارات رؤوس الأموال بما تمتلكه من تقنيات تحليلية ساعدت على أخذ القرارات الاستثمارية.
ثمة كثير من الإمكانات التي وفرتها وسائل التكنولوجيا، والتي ضاعفت الإنتاج التجاري العالمي أضعافاً كثيرة وعززت التبادل التجاري بين البلدان، منها منصات التواصل التي أتاحت تقديم كثيراً من المنتجات والخدمات إلكترونياً، وأتاحت كذلك العمل عن بعد، وهذا سهل الاستفادة من خبرات الأخصائيين أينما كانوا وتطويعها في تطوير النشاط التجاري.
كذلك فإن تقنيات التواصل المتطورة، سهلت التعاون بين الشركات العالمية، فانتعشت كثير من المجالات وازدادت قوة في دول كثيرة، وأخيراً فإن ما أحدثته التكنولوجيا في مجالات التسويق من قدرة كبيرة على الابتكار، أنشأ قاعدة كبيرة من العملاء للشركات امتدت لمستويات عالمية، وهذا ما حقق أرقام مبيعات عالية لها، وناهيك عن كل ذلك فإن ما أضافه مفهوم التجارة الإلكترونية، أعطى آفاقاً وفرصاً لا محدودة لتطوير الاقتصاديات والتجارة على نطاق عالمي.
في الختام:
رأينا كيف أن كل التقنيات المتطوِّرة وتطبيقاتها في التجارة تشهد أهمية التكنولوجيا في دفع الابتكار التجاري، وأن هذا الابتكار سيستمر في التجدد ما دامت التكنولوجيا في تطور دائم وعلى استعداد أكبر لخدمة وتطبيق الأفكار الإبداعية التطويرية والخلَّاقة التي تدفع العمل التجاري إلى الأمام.
