6 نصائح تساعدك على ضبط الإنفاق لتحقيق أهدافك المالية
كلما استخدمت هذه القائمة أكثر، حصلت على مزيد من البيانات التي تتيح لك إمكانية مقارنة وضعك المالي الحالي بوضعك السابق، وعلى الرغم من أنَّ الأمر قد يبدو مملاً؛ فإنَّ تخصيص بعض الوقت للتحقق من حساباتك المصرفية، والتأكد من أنَّك تدخر ما يكفي للتقاعد، ومراجعة أهدافك المالية من بداية العام؛ يساعدك على التأكد مما إذا كنت على المسار الصحيح أم لا، كما أنَّه يمنحك الوقت الكافي لإجراء بعض إجراءات التصحيح في حال الحاجة إليها، وأيَّاً كان هدفك من إنشاء قائمة مراجعة لخطتك المالية، ستساعدك النصائح الآتية على تحقيق أقصى فائدة من هذه الأداة.
6 نصائح لتحقيق أهدافك المالية:
1. راجع وضع حساباتك المصرفية وبطاقاتك الائتمانية:
يساعدك استخراج كشوفات حساباتك المصرفية، وكشوفات بطاقتك الائتمانية حتى لو كنت تتحقق من حساباتك المصرفية بشكل يومي على تكوين فكرة صحيحة عن كيفية سير أمورك المالية في الربع الأول من العام؛ إذ تمنحك معرفة حجم الإنفاق تكوين صورة واضحة عن أنماط الإنفاق السابقة، وتساعدك على تحديد الإجراءات اللازمة للمرحلة اللاحقة.
إذا كنت ممن يحبون الحصول على نسخ ورقية عن المعلومات، فاطبع كل ما يتعلق بحالة حسابك المصرفي عن آخر 3 أشهر، واستخدم أقلام التلوين، وغير ذلك من أدوات التمييز لتصنيف نفقاتك في فئات مختلفة، واحتفظ بسجل قابل للتعديل بشكل مستمر، أو جدول بيانات لمساعدتك على حساب نفقات كل فئة بسرعة؛ وبذلك تتمكن من المقارنة بين النفقات الحالية من كل فئة مع نفقات نفس الفئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
2. أعطِ الميزانية أهمية كبيرة في قائمة مراجعة الخطة المالية الخاصة بك:
يفضَّل بالنسبة إلى من لديهم خبرة في المجال التكنولوجي أن يقوموا باستيراد بياناتهم المصرفية والبيانات الخاصة بالبطاقات الائتمانية وإدراجها في جدول بيانات، ومن ثمَّ القيام بفرز هذه البيانات باستخدام قواعد أو خصائص معيَّنة لمساعدتك على تصنيف كل نوع من النفقات؛ إذ توجد عدة قوالب على الإنترنت لمساعدتك على القيام بهذه المهمة، ولكن كن حذراً في اختيار ما ترغب بتنزيله إلى جهازك؛ فقد تهاجم الفيروسات والبرامج الضارة جهازك من خلال عمليات التنزيل عبر الإنترنت.
يساعدك استخدام تطبيقات من قبيل “مينت” (Mint) أو تطبيق “يو نييد إيه بادجيت” (You Need a Budget) التي تتيح غالباً مراجعة مصاريفك على الرجوع إلى تاريخ الإنفاق، والاطلاع على مخططات ورسوم بيانية توضِّح ما أنفقته وفق فئات متعددة، وتكون تطبيقات مراجعة الخطة المالية وسيلة رائعة للاطلاع على مصاريفك خلال فترة معيَّنة بشكل سريع ما دمت تواظب على تصنيف عمليات الإنفاق والإيداع أولاً بأول بدلاً من محاولة مراجعة كل العمليات التي جرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية دفعةً واحدة.
ذا حاول أن تجزِّء عمليات الإنفاق، وحدد ما إذا كان هناك جانب يحتاج للتعديل في ميزانيتك؛ إذ يوفِّر عليك التعامل مع المشكلات المالية بشكل استباقي الوقت، ويجنِّبك الإحباط لاحقاً عندما تصبح المشكلة معقدة وصعبة الحل، كما يُعدُّ هذا وقتاً مناسباً للتفكير في الاشتراكات الشهرية مثلاً، وتحديد ما ترغب بالاستمرار فيه وما ترغب بإلغاء اشتراكه.
على الرغم من أنَّه قد لا يكلِّفك كل واحد من هذه الاشتراكات سوى بضعة دولارات شهرياً، لكن وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة “سي بلس آر ريسيرش” (C+R Research)، فإنَّ متوسط ما ينفقه المستهلك شهرياً في الولايات المُتحدة الأمريكية (USA) على الاشتراك في الخدمات يعادل حوالي 219 دولاراً، ما قد يمنعك من تحقيق بعض أهدافك المالية السنوية.
3. تحقَّق من التدفق النقدي الخاص بك:
يُعدُّ حساب ما تحققه من دخل، وما تنفقه من مال شهرياً طريقة رائعة تساعدك على تحديد وضعك المالي حالياً؛ إذ تُسمى حركة المال الذي تحققه بوصفه موارد وما تنفقه بوصفه مصاريف بالتدفق النقدي، ويجب أن تكون المراجعة الدورية التي تجريها على التغييرات التي تطرأ على التدفق النقدي الخاص بك مدرجة في قائمة التخطيط المالي الخاصة بك.
يساعدك ذلك على تحديد ما إذا كان التدفق النقدي لديك يسير بما يخدم أهداف خطتك المالية، أم أنَّ الوقت حان لإجراء بعض التغييرات؛ لذا ابدأ بمراجعة صافي دخلك الشهري؛ إذ إنَّ صافي الدخل الشهري هو ما تحققه من دخل بعد اقتطاع الضرائب، ومن ثم تأكد من حساب جميع أشكال الدخل، ومن ذلك أي شيء تحصل عليه بوصفه نوعاً من المساعدة الاجتماعية، أو أي دخل تحققه من وظيفة ثانية أو مشروع مستقل، أو أرباح وفوائد تحصل عليها من الاستثمارات، وبعد ذلك احسب جميع نفقاتك الشهرية بأكبر قدر ممكن من الدقة، ومن ذلك:
- النفقات الثابتة؛ مثل الإيجار، والرهن العقاري، والخدمات التي لا تتغير تكلفة الاشتراك بها شهرياً.
- الإنفاق الشخصي؛ مثل النشاطات الترفيهية، والاشتراكات، وتناول الطعام خارج المنزل.
- سداد الديون؛ مثل قروض الدراسة أو قروض السيارات، وأي ديون على بطاقة الائتمان.
- الادخار في صندوق الطوارئ أو حساب الاستثمار أو حساب التوفير من أجل التقاعد وأي حساب آخر تقوم بإيداع المال فيه من صافي راتبك، ولاحظ أنَّ بعض حسابات التوفير تقوم سياسة الإيداع فيها على تحويل المال قبل اقتطاع الضريبة؛ ولذلك لا يجب إدراجها ضمن هذه الفئة من النفقات كون الاقتطاع لا يتم من صافي الدخل.
الآن اطرح صافي نفقاتك من صافي دخلك، وإذا حصلت على رقم سالب، فهذا يعني أنَّ لديك تدفقاً نقدياً سالباً؛ وهذا يعني أنَّك تنفق أكثر مما تكسب، وأما إذا حصلت على رقم موجب، فهذا يعني أنَّ لديك تدفق نقدي إيجابي، ولديك القدرة على ادخار بعض المال في نهاية الشهر.
يتغير التدفق النقدي من شهر لآخر ولأسباب مختلفة، لكنَّ الاتجاه العام (كون التدفق النقدي موجباً أو سالباً) يساعدك على فهم وضعك المالي بشكل عام؛ لذا لا داعي للإحباط إذا وجدتَ أنَّ تدفقك النقدي سالب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فإذا تمكَّنت من خفض قيمة الرقم السلبي بمرور الوقت، فمن المرجَّح أنَّك تسير في الاتجاه الصحيح.
4. وفِّر مزيداً من المال في حساب التقاعد:
قد يكون الادخار للمستقبل صعباً عندما تحاول تلبية جميع احتياجاتك اليومية، وفي حين أنَّ التضخم الاقتصادي يؤدي إلى تراجع القدرة الشرائية لدى الجميع، لكن من الأفضل في حال كان تدفقك النقدي موجباً أن تزيد من مدخرات التقاعد قبل اقتطاع الضرائب؛ لذا اختر ميزة الزيادة التلقائية في حسابات التقاعد المصرفية، وبذلك تتمكن من ادِّخار المزيد، واختر معدلاً مبدئياً للادِّخار بالاعتماد على ما تستطيع ادِّخاره عندما تشترك للادِّخار بحساب التقاعد لدى رب عملك، واشترك بمبلغ شهري يسمح لك بالاستفادة من تأمين الموظف الذي يتحمل رب العمل جزءاً منه، ومن ثم اختر ميزة التصعيد التلقائي التي تسمح لك برفع قيمة ادخارك سنوياً بمقدار بضعة دولارات شهرياً؛ إذ ستزداد مدخراتك بهذه الطريقة بنسبة مئوية عادةً ما تبلغ 1% حتى تصل إلى أعلى ما يسمح لك بزيادة مدخراتك دون التفكير بالأمر حتى.
شاهد بالفيديو: كيف تضع ميزانية تساعد على الادّخار؟
5. جزِّئ أهدافك المالية في قائمة المراجعة الخاصة بك:
راجع الأهداف المالية التي وضعتها في بداية العام، وأي تقدُّم أحرزته في سبيل تحقيقها، وضع في حسبانك من أجل البقاء على المسار الصحيح أن تحدد مزيداً من الأهداف الصغيرة في قائمة المراجعة الخاصة بخطتك المالية كي تضمن بذلك تحقيق مزيد من الأهداف طويلة الأمد.
مثلاً إذا كان هدفك ادِّخار 5 آلاف دولاراً بحلول شهر مايو/ أيار، ولديك 8 أشهر لتحقيق هذا الهدف، وتمتلك منها 500 دولاراً، فيجب أن تدَّخر أيضاً 4,500 دولاراً إضافياً من أجل الوصول إلى هدفك؛ أي إنَّك تحتاج إلى ادِّخار 562 دولاراً شهرياً وعلى مدار 8 أشهر حتى تحقق هدفك.
إذا ضاعفت دخلك بمقدار الضعف شهرياً، فقد تكون قادراً على ادِّخار 250 دولاراً إضافية في كل شهر؛ لذلك حدد لنفسك هدفاً بادِّخار هذا المبلغ الإضافي في كل مرة تقبض فيها راتبك، ومن ثمَّ اطلب من المصرف الذي تدخر فيه أموالك أن يضع لك خطةً لادِّخار هذا المبلغ تلقائياً وبشكل شهري، والأفضل أن تفتح حساب ادِّخار ذا عائد مرتفع.
يمكنك أن تجزِّء هذا الهدف الشهري إلى أهداف أصغر بحيث تدَّخر بعض الدولارات يومياً، أو بشكل أسبوعي حتى تصل إلى المبلغ المطلوب في نهاية الشهر، وإذا وجدت صعوبةً في ادِّخار ما يكفي من المال لتحقيق هدفك، فأعد تقييم نفقاتك لتحدد ما إذا كان من الممكن توفير بعضها دون أن تحرم نفسك من الأمور الضرورية.
يساعدك الاستغناء عن الاشتراكات غير الضرورية مثل بعض قنوات التلفاز أو عضوية الصالة الرياضية على توفير المال، لكن من المفيد أن تفكِّر في طرائق جديدة لكسب مزيد من المال في حال لم يكن ما تدخره كافياً على الرغم من اقتصار مصاريفك على الأشياء الضرورية.
6. تذكَّر أنَّ التقدُّم لا يسير بشكل خطي:
قد لا تشعر بأنَّك تحرز تقدُّماً بشكل يومي، لكنَّ مراجعة ما حققته من تقدُّم في الأشهر الثلاثة الماضية يكون مفيداً، وكأي هدف بعيد الأمد، فإنَّ التقدُّم في سبيل تحقيق هدفك المالي لا يسير بشكل ثابت، فقد تواجه أحياناً مواقف مفاجئة تضطر فيها لتغطية نفقات لم تكن بالحسبان، وإذا تمكنت من تغطية نفقات أي طارئ من مدخراتك، فهنِّئ نفسك لقدرتك على مواجهة هذا الطارئ، والاستمرار في توفير مزيد من المال في حسابك المصرفي.
لا توبِّخ نفسك إذا اضطررت إلى استخدام رصيد بطاقتك الائتمانية من أجل نفقات إصلاح، أو أية نفقات أخرى غير متوقعة، وبدلاً من ذلك ضع خطة لتسديد الدين، وبمجرد أن تعيد المال الذي اقترضته، ادِّخر نفس مبلغ المال الذي اضطررت إلى دفعه في صندوق الطوارئ الخاص بك، وبذلك تتجنب اللجوء إلى بطاقتك الائتمانية في حال حدوث طارئ.
في الختام:
قد تختلف قائمة مراجعة الخطة المالية من شخص لآخر، لكن سيساعدك وضع قائمة مراجعة على الاعتماد على احتياجاتك وأهدافك في قياس التقدُّم الذي تحرزه، وتتضمن قائمة المراجعة هذه أي موضوع تختاره، ولكن احرص على مراجعة نفس البيانات بشكل دوري من أجل التعرُّف إلى أنماط الإنفاق والادِّخار، وتساعدك قائمة مراجعة الأهداف المالية على مقارنة البيانات على أساس شهري، أو مرة كل ثلاثة شهور، وبذلك تعرف أنَّك تحقق تقدماً، وتمتلك الوقت الكافي لإجراء أية تغييرات ضرورية، والأهم من كل ما سبق أنَّ قائمة المراجعة لخطتك المالية تساعدك على تحقيق هدفك المالي.
اكتشاف المزيد من رذاذ التجارة والاقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.