لماذا يحتاج محترفو تحسين محركات البحث (SEO) إلى تبني الذكاء الاصطناعي؟
ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب “كريستوفر لونغ” (Christopher Long)، ويُحدِّثنا فيه عن حاجة محترفي تحسين محركات البحث إلى تبنِّي الذكاء الاصطناعي.
يتعامل كثير من الناس مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بحذر ويشككون في فوائدها على المسوقين على الأمد الطويل، ويظنُّ بعض الناس أنَّها صيحة عابرة مثلها مثل البحث الصوتي، ويظن آخرون أنَّها تقنية ثورية ستؤثر في كل جانب من جوانب البحث في المستقبل.
من باب الفضول، أجريتُ استطلاعاً للرأي على صفحتي على “لينكد إن” (Linkedin)، سألت ما إذا كان محترفو تحسين محركات البحث يظنون أنَّ “تشات جي بي تي” (ChatGPT) سيؤدِّي إلى تعزيز عملية تحسين محركات البحث.
قال ما يقرب من ثلثي المشاركين إنَّ “تشات جي بي تي” سيغير مجال عملهم، وأنا أميل إلى الاتفاق معهم، فنحن نحتاج إلى الاستعداد للتغييرات الوشيكة التي سيأتي بها الذكاء الاصطناعي.
حاجة محترفي تحسين محركات البحث (SEO) إلى تبني الذكاء الاصطناعي:
أظن أنَّنا نحتاج إلى الاهتمام بتكنولوجيا العصر هذه، وعلى الرغم من أنَّ أدوات الذكاء الاصطناعي لها عيوبها بالتأكيد، فإنَّ النتائج التي تقدِّمها مثيرة للإعجاب؛ إذ ستجعلنا هذه الأدوات أكثر تعلُّماً وكفاءة وأكثر خبرة في الجانب التقني.
يجب ألا ننظر إلى الإمكانات الحالية لهذه الأدوات؛ لأنَّها ستتحسن إلى حد بعيد في المستقبل، والدليل على ذلك الفرق الكبير بين “جي بي تي 3.5″ (GPT-3.5) و”جي بي تي 4” (GPT-4)، ففي غضون 5 سنوات، ستتطور هذه الأدوات تطوراً كبيراً، ولهذا السبب يحتاج محترفو تحسين محركات البحث إلى اعتماد هذه التقنيات في الوقت الحالي، وأولئك الذين يفعلون ذلك، سيكونون مستعدين لمستقبل التسويق.
تعزيز كفاءات تحسين محركات البحث (SEO):
في شهر آذار/ مارس الماضي، كان لدي فضول لمعرفة عدد محترفي تحسين محركات البحث (SEO) الذين يستخدمون “تشات جي بي تي” في سير العمل اليومي، وعلى الرغم من أنَّها كانت جديدة نسبياً، فإنَّني تساءلت عن مدى سرعتهم في استخدامها:
لقد اندهشت عندما قال 52% من المشاركين إنَّهم يستخدمون “تشات جي بي تي” للمساعدة في مهام تحسين محركات البحث العادية، علماً أنَّني أجريتُ هذا الاستطلاع بعد 3 أشهر فقط من إطلاق “تشات جي بي تي”.
هذا أمر منطقي نظراً لوجود كثير من حالات الاستخدام الرائعة لمهام تحسين محركات البحث (SEO) التي نقوم بها يومياً، فباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي”، يمكنك تحسين كفاءة إنجاز هذه المهام بشكل كبير.
مثال بسيط عن ذلك هو البحث عن الكلمات المفتاحية، وباستخدام “تشات جي بي تي”، يمكنك على الفور إنشاء قوائم أولية كبيرة للكلمات المفتاحية المحتملة التي لها علاقات دلالية بالموضوعات الأساسية التي يحاول موقع الويب الخاص بك التنافس عليها.
كتب خبير التسويق “توم ديمرز” (Tom Demers) مؤخراً دليلاً عظيماً شرح فيه عملية استخدام الذكاء الاصطناعي للبحث عن الكلمات المفتاحية؛ إذ يعرض في الدليل أمثلة متعددة لكيفية تمكُّنه من استخدام أنواع مختلفة من الطلبات لتحديد الكلمات المفتاحية مباشرة أو العثور على مصادر للتنقيب عن فرص الاستعلام.
حتى إنَّه عرض كيف تمكَّن من تصدير البيانات من أدوات تحسين محركات البحث التابعة لجهات خارجية وتحويلها إلى تنسيق جدول داخل واجهة “تشات جي بي تي”:
توليد أفكار للمحتوى هو مثال رائع آخر عن مدى الاستفادة من “تشات جي بي تي”، وهنا طلبت منه أن يقدِّم لي 30 فكرة مختلفة حول موضوع الميتافيرس، وقد قدَّمها لي في غضون 30 ثانية:
إذا كنتُ أدير مدونة تكنولوجية، فيمكنني مقارنة النتائج مع المحتوى الموجود على الموقع والبحث عن الثغرات التي قد توجد فيها فرص البحث، وحتى لو لم تكن توجد قيمة مباشرة لتحسين محركات البحث، فإنَّ هذه الموضوعات ما تزال تساعدنا في وضعنا بوصفنا سلطة مرجعية في مجال محتوى معين.
يمكنك أيضاً استخدام “تشات جي بي تي” لتحسين محتوى موقعك على نطاق واسع، فقد تتيح لك أدوات مثل “جي بي تي فور ورك” (GPT For Work) ربط “جداول بيانات جوجل” (Google Sheets) بواجهة برمجة تطبيقات “تشات جي بي تي” (ChatGPT API)؛ إذ يتيح لك ذلك إدخال المطالبات الديناميكية والحصول على المخرجات في جداول بيانات جوجل.
نتيجة لذلك، يمكنك إنشاء الآلاف من وسوم العنوان والأوصاف التعريفية، ويمكنك منح الموقع مستوى أساسياً من التحسين خلال 30 دقيقة تقريباً من الإعداد:
من منظور تكتيكي، توجد حالات عدة لاستخدام “تشات جي بي تي” للمساعدة على تحسين محركات البحث، مثل:
- البحث عن الكلمات المفتاحية.
- توليد أفكار للمحتوى.
- تقييم المحتوى.
- توليد المخطط.
- إنشاء مقتطفات مميزة.
- وسوم العنوان والأوصاف التعريفية.
- أفكار لأقسام المحتوى الجديدة.
- تحسينات لتسهيل قراءة المحتوى.
إذا كنت تُحسِّن محركات البحث بأيَّة صفة، فمن المحتمل جداً أن تتمكن من العثور على حالة استخدام؛ إذ يمكن تحسين كفاءتك اليومية من خلال الاستفادة من بعض هذه العمليات، وسيسمح لنا ذلك بالحصول على نتائج أفضل وقضاء الوقت في العمل على مبادرات أقل عرضة للأتمتة.
توسيع قاعدة معارفنا:
أظن أنَّ النظر إلى التطبيقات التكتيكية فقط هو استخدام محدود لقدرات الذكاء الاصطناعي؛ إذ توجد تطبيقات عدة رائعة لمحترفي تحسين محركات البحث (SEO) غير ذلك.
واحدة من أفضل حالات الاستخدام التي نرى بعض مجالات العمل تستخدم “تشات جي بي تي” من أجلها هي تعزيز قاعدة معارفهم، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون معلماً ممتازاً عندما يُوجَّه بشكل صحيح؛ إذ يمكنه تلخيص المعلومات بسرعة استثنائية وتقديمها لنا بشكل مخصَّص يناسب أسلوب تعلُّمنا.
على سبيل المثال، كان الراحل العظيم “بيل سلاوسكي” (Bill Slawski) يحلل براءات الاختراع التي تقدمت شركة “جوجل” بطلب للحصول عليها؛ إذ تُعَدُّ براءات الاختراع هذه أكثر تقنية، وقد استخدم “بيل” أسلوب الكتابة الطويل.
بدأنا باختبار تشغيل براءات اختراع “بيل” من خلال “تشات جي بي تي” وطلبنا منه تلخيص النقاط الأساسية، فكانت المطالبة الناجحة هي “تلخيص المقالة بأكملها في 5 نقاط، فاشرح لي وكأنَّني طالب في المدرسة الثانوية”:
بالنسبة إلى أسلوب التعلم الخاص بي، أتاح لي ذلك الحصول على تفاصيل كافية لفهم براءة الاختراع وما يترتب عليها دون أن يؤدِّي ذلك إلى المبالغة في تبسيط أفكار “بيل”، فلو كنت مهتماً بأيَّة فكرة معينة، فيمكنني ببساطة مطالبة “تشات جي بي تي” بتوضيح أكثر وسيسمح لي ذلك بالتعمق أكثر.
يمكنك أيضاً الحصول على ملخصات من “وثائق جوجل”، وهنا أدخلت له نصاً من صفحة “جوجل” حول الوسوم الأساسية (canonical tags) وطلبت منه أن يعطيني أفضل الممارسات.
كم منا يعاني من تحسين محركات البحث التقني أو تكنولوجيا الويب أو فهم كيفية عمل محركات البحث؟
مع “تشات جي بي تي”، يصبح عمل العقول التقنية العظيمة مثل “بيل” و”وثائق جوجل” متاحاً للجميع، والآن عندما تواجه موضوعاً لا تفهمه حول تحسين محركات البحث (SEO)، يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي بوصفه معلماً.
بطبيعة الحال، توجد عيوب لهذا الأمر، فقد لا تمثل هذه الأنواع من الملخصات عمل المؤلف بشكل كامل؛ إذ ربما يُغفل جزءاً من المحتوى، ولا تؤخذ عناصر مثل نبرة الصوت في الحسبان، ومع ذلك، هذا شيء مفيد للغاية، والآن أصبحت قاعدة المعرفة الموجودة حول تحسين محركات البحث (SEO) في متناول الجميع.
تمكين مجتمع المبدعين:
أنا شخصياً أظن أنَّ الجانب الأكثر إثارة لتأثيرات الذكاء الاصطناعي في محترفي تحسين محركات البحث هو الإمكانات التقنية التي يتيحها، في حين أنَّ كثيراً منا لديه فهم حول الجانب التقني، إلا أنَّه ليس لدى الجميع خبرة في التطوير؛ إذ يساعد “تشات جي بي تي” محترفي تحسين محركات البحث (SEO) على الإبداع.
باستخدام التوجيه الصحيح، ستتمكن الآن من إنشاء تعليمات برمجية لم تكن قادراً على إنشائها من قبل، وهذا يؤثر تأثيراً كبيراً في فاعليتك بوصفك مسوقاً رقمياً.
على سبيل المثال، أصبح الآن برنامج “سكريمنغ فروغ” (Screaming Frog) متاحاً أكثر لمحترفي تحسين محركات البحث، فلقد احتجتُ مؤخراً إلى استخراج البيانات المنظمة (BreadcrumbList) من موقع “آر إي آي” (REI)، وعند القيام بمهام مماثلة من قبل، كان الأمر يستغرق ساعات من تصحيح الأخطاء وإعادة تشغيل عمليات الزحف وحتى الاجتماعات مع الأعضاء الآخرين في فريقنا.
لقد طلبت من “تشات جي بي تي” إنشاء ملخص من برنامج “سكريمنغ فروغ” وأدخلت له عينة “إتش تي إم إل” (HTML)، وفي غضون 5 دقائق، تمكنت من تحديد المسار “إكس باث” (XPath) الذي سمح لي باستخراج ما أحتاج إليه بالضبط:
يمكن تطبيق العملية على بعض الأدوات الأخرى، فقد يساعدك “تشات جي بي تي” في مكالمات واجهة برمجة التطبيقات (API) واستعلامات “إس كيو إل” (SQL) ونصوص “بايثون” (Python) وبعض الأشياء الأخرى، وهذا سيؤدِّي إلى تمكين محترفي تحسين محركات البحث من إنشاء أشياء جديدة ربما لم تكن ممكنة لكثير منهم من قبل.
إضافة إلى أجزاء التعليمات البرمجية التي يتم استخدامها لمرة واحدة، ستتمكن الآن من إنشاء أدوات مخصَّصة بالكامل لتناسب احتياجاتك المحددة، فلم أُنشئ امتداداً لمتصفح “كروم” (Chrome) من قبل، ومع ذلك، يتمتع “تشات جي بي تي” بالقدرة على تلقِّي المطالبات التي تقدِّمها له وتحويلها إلى امتداد يعمل بشكل كامل.
في غضون 30 دقيقة من التوجيه وتصحيح الأخطاء، تمكنتُ من إنشاء امتداد مخصَّص لتحسين محركات البحث يستخرج البيانات مثل وسوم العنوان والأوصاف التعريفية وعنوان رابط الصفحة، وغيرها:
على الرغم من توفُّر أدوات رائعة مثل هذه، إلا أنَّه يمكنني تخصيص هذا الامتداد وفقاً للمواصفات الدقيقة التي أريدها، ويمكنك أيضاً إنشاء أدوات تساعد على تعزيز كفاءات تحسين محركات البحث (SEO) الخاصة بك، ومن خلال تبني قوة الذكاء الاصطناعي، ستتمكن فِرق تحسين محركات البحث (SEO) من تحديد احتياجاتها وإنشاء حل يناسب عملياتها الداخلية تماماً.
في الختام:
من الواضح أنَّ الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير في عمل محترفي تحسين محركات البحث؛ إذ تُظهر البيانات أنَّ محترفي تحسين محركات البحث يرون أنَّ هذه التقنيات لديها القدرة على إحداث تغيير كبير في مجال عملهم، ويستخدمون أدوات مثل “تشات جي بي تي” في عملياتهم اليومية، وأظن أنَّ محترفي تحسين محركات البحث الذين يتكيفون مع هذه التغييرات سيحققون أكبر قدر من النجاح.
سيكون المسوقون القادرون على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءات وتنمية قاعدة معارفهم وبناء حلول مخصَّصة لتحسين عملياتهم مستعدين جيداً لأي شيء يخبئه مستقبل البحث.
اكتشاف المزيد من رذاذ التجارة والاقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.