التحول من التسويق التقليدي إلى التسويق الرقمي

التسويق هو النشاط الإنساني الذي يمارسه الإنسان في جميع تعاملاته سواء أكان فرداً أم مؤسسة بغرض إشباع حاجاته ورغباته، فالتسويق هو:

1. عملية اجتماعية وإدارية يحصل الفرد أو المؤسسة من خلالها على ما يحتاجونه أو يرغبون به من خلال عمليات التبادل.
2. عملية تقوم على تبادل المنتجات والخدمات والقيمة.
3. عملية تتضمن تخطيط وتصميم وتسعير وترويج وتوزيع المنتجات والخدمات.
4. يعتمد النجاح المالي للفرد أو المؤسسة على مدى نجاح الخطط التسويقية.
5. يقوم التسويق على نشاط التبادل الذي يتطلب وجود طرفين على الأقل؛ المسوق والزبون.
6. التسويق نشاط إنساني بخلاف غيره من النشاطات كالإنتاج مثلاً.

عموماً يمكن القول إنَّ التسويق نشاط يتصل بحياة كل إنسان، فجميعنا نساهم بطريقة أو أخرى في عملية التسويق إما من خلال شراء ما يتم تسويقه أو مشاهدة إعلانات التسويق أو زيارة المتاجر المختلفة ومقارنة أسعار المنتجات بين مكان وآخر، ومن خلال القيام بمثل هذه النشاطات يؤدي الإنسان دوراً هاماً في النشاط التسويقي.

لم يعد العالم اليوم يواجه مشكلة في الإنتاج، فقد سمحت له التكنولوجيا والتطور الحاصل بإنتاج ما يريد من سلع وخدمات؛ بل أصبحت مشكلته الأساسية كيف سوف يسوق لهذه المنتجات والخدمات؟ وما هي الطرائق التي يجب أن يتبعها في التسويق كي يجني أرباحاً أكثر؟ لذا ظهرت التوجهات الحديثة لضرورة الانتقال من التسويق التقليدي إلى التسويق الرقمي، فما هو التسويق الرقمي؟ وما هي الفوائد التي يحققها؟

ما هو التسويق الرقمي؟

شهد العالم في العقود الأخيرة حركة تطور كبير بفعل استخدام تقنيات الاتصال والمعلومات والمستحدثات التكنولوجية الرقمية؛ ونتيجة هذا التغيير تغير مفهوم التسويق ووظيفته، وقد ظهرت مصطلحات عديدة تشير إلى الارتباط بين استخدام التكنولوجيا والتسويق مثل التسويق عبر الإنترنت والتسويق الإلكتروني والتسويق الرقمي وغيرها، لكن يبقى مصطلح التسويق الرقمي هو الأكثر انتشاراً، وقد ذُكر لأول مرة في عام 1998م في أحد المقالات العلمية على محرك البحث “غوغل” (Google scholar) ولكنَّ جذوره تعود إلى الثمانينيات.

التسويق الرقمي وسيلة حوارية بين منتج الخدمة أو السلعة والزبون، وهو تطبيق التكنولوجيا الرقمية التفاعلية لتحقيق أهداف المؤسسة عبر التعرف إلى حاجات الزبون ورغباته، ويعرف أيضاً بأنَّه تعامل تجاري قائم على تفاعل أطراف التبادل رقمياً بدلاً من الاتصال المادي المباشر، أو عملية بيع وشراء السلع والخدمات عبر الإنترنت.

التسويق الرقمي هو استخدام قوة شبكات الاتصال المباشر واتصالات الحاسب والوسائل التفاعلية الرقمية لتحقيق الأهداف التسويقية، وهو بذلك يختلف عن التسويق التقليدي الذي يعني زيادة المبيعات عن طريق استخدام الوسائل التقليدية مثل التلفاز والمطبوعات الورقية كالصحف والمجلات.

شاهد بالفيديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي

التطبيقات التكنولوجية التي يمكن للتسويق توظيفها في نشاطاته:

ظهرت تطبيقات عدة خلال السنوات وبشكل متتابع استطاع المسوقون استثمارها بشكل جيد وتوظيفها في مجال التسويق، وهذه التطبيقات هي:

1. البرامج الجاهزة:

تساعد البرامج الحديثة على أداء النشاطات الخاصة بالتسويق؛ إذ تسهم في توفير الموارد والوقت والجهد، فهي تقوم بالمهام الإدارية والتنظيمية، مثل قواعد البيانات والتحليلات الإحصائية وإدارة القوى البيعية وخطوط السير والتقارير وممارسة الرقابة، فهي قادرة على تنظيم الوقت والتنسيق وإجراء الاتصالات والمراسلات وحفظ الملفات وسواها من الأعمال التي تحسن من النشاطات التسويقية، ومن أهم تلك البرامج: Microsoft Excel، Microsoft Outlook، Microsoft Access ، Microsoft powerpoint، Microsoft font page، Microsoft project.

2. الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي:

أصبح الإنترنت شبكة يستخدمها جميع الأفراد، فهي القوة الأساسية في عالم المعلومات والاتصالات؛ إذ تقدم مجموعة من الخدمات التي يمكن الاستفادة منها في التسويق الرقمي ومنها:

خدمة الويب (WWW):

تتيح فرصة الاتصال بكافة أشكاله؛ إذ توفر النصوص والرسومات والمواد المصورة والصوتية.

البريد الإلكتروني (Email):

بمنزلة مكتب البريد، وأصبح وسيلة اتصال فورية.

خدمة (Usenet):

وقد تطورت تطوراً كبيراً، وتسمى حالياً بالمدونات، وتتيح فرصة لفتح النقاشات وتبادل الآراء.

الأبحاث الإلكترونية:

تتيح إمكانية جمع المعلومات والبيانات الفورية.

وسائل التواصل الاجتماعي:

أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي طفرة غير مسبوقة في عالم الأعمال، فقد زادت نسبة التفاعل والتواصل زيادة كبيرة، وقد ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي مع الجيل الثاني للويب، وتتيح التواصل ضمن بيئة افتراضية.

على الرغم من أنَّها بدأت بوصفها شبكة ترفيهية، لكن ما لبثت أن تحولت لتصبح إحدى الظواهر التسويقية، وذلك لدورها الكبير في خفض التكاليف، فالدخول إلى تلك الوسائل والإعلان من خلالها مجاني في معظمه أو ذو تكاليف بسيطة.

أشهر منصات التواصل الاجتماعي التي يمكن الاستفادة منها في التسويق الرقمي:

1. (Facebook):

التسويق عبر “فيسبوك” هو الوسيلة الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي، فهو أرضية مناسبة للتسويق؛ إذ تشير الإحصاءات إلى بلوغ عدد رواد “فيسبوك” في عام 2022 نحو24 مليار مستخدم، فهو وسيلة أساسية في التسويق.

2. (YouTube):

التسويق عبر “يوتيوب” أسلوب ناجح لجميع أحجام المشروعات الصغيرة منها أو الكبيرة، فتكلفة إنتاج فيديو تكاد تكون معدومة أو منخفضة جداً وهو من أكثر المواقع الرائجة.

3. المدونات (Blog):

تتيح بناء علاقات وشركاء، فهي أداة تسويقية قادرة على جذب عدد كبير من الزوار وتحويلهم إلى زبائن بواسطة التفاعل الذي تتيحه، فيمكن للمعلنين شراء مساحات إعلانية مباشرة من موقع المنتدى أو من شبكة لتسويق مواقع المدونات، وبمعنى أكثر وضوحاً قد يكون للشركة منتدى خاص بها أو تستخدم منتديات الآخرين.

4. (Twitter):

يتيح فرصة الإعلان بشكل مباشر لكافة المنتجات والخدمات.

5. تطبيقات المحمول:

التي أصبحت تسمح للفرد بتشكيل حياته بالطريقة التي تناسبه، فالفرد عن طريق الهاتف المحمول يستطيع أن يحدد طريقه وأن يشتري وأن يبيع وأن يشاهد أي شيء يرغب بشرائه، وعلى المسوقين عامة استغلال ذلك والعمل على تحقيق الانتشار المطلوب، فالتسويق المحمول – أي باستخدام الهواتف الذكية – أصبح أمراً جوهرياً، فحسب الدراسات الأخيرة إنَّ أكثر من ثلثي مستخدمي الهواتف الذكية يتفقدون هواتفهم فور استيقاظهم، كما أنَّهم يشعرون بالقلق بعيداً عن هواتفهم.

شاهد بالفيديو: أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق

مزايا الانتقال من التسويق التقليدي إلى التسويق الرقمي:

1. التسويق الرقمي بخلاف التسويق التقليدي يقدم خدمة واسعة، فيمكن للعميل الدخول إلى الموقع التسويقي في أي وقت ومشاهدة المنتجات دون أن يكون ملزماً بالشراء.
2. التسويق الرقمي تسويق عالمي بخلاف التقليدي، ففي التسويق التقليدي تمثل الحدود الجغرافية أكبر العوائق التي تواجهه، بينما في التسويق الرقمي لا يعرف الحدود الجغرافية، فالعميل يمكنه التسوق بأيَّة منطقة يوجد فيها في العالم وبأي وقت شاء.
3. يرتبط التسويق الرقمي بوسائل الاتصال والتقنيات الحديثة ومستحدثاتها، لذلك فهو مفهوم متغير ومتطور يتغير بتغير تلك الوسائل، بحيث يغدو يوماً بعد يوم أكثر فائدة ومتعة، بخلاف التسويق التقليدي الثابت نسبياً.
4. يسهم التسويق الرقمي في تضييق المسافة بين الشركات الكبيرة والصغيرة، فتصبح الشركات الصغيرة قادرة على النفاذ إلى السوق الدولية عبر استخدام الإنترنت.
5. تقبُّل الثقافات المختلفة لأساليب الترويج المختلفة، ففي التسويق التقليدي على المسوق مراعاة عادات وتقاليد الشعوب عند الترويج لمنتجاته وخدماته؛ أي يجب أن تناسب ثقافة المجتمع، بينما في التسويق الرقمي فهو غير مضطر إلى ذلك.
6. يتيح التسويق الرقمي استهداف مجموعة محددة من الزبائن والتركيز عليهم بأسلوب دقيق.
7. يسمح التسويق الرقمي بإمكانية فتح حوار مباشر بين المسوق والزبون.
8. إنجاز المعاملات إلكترونياً والتخلص من المعاملات الورقية.
9. من أهم مزايا التسويق الرقمي التخلص من قنوات التوزيع التقليدية والتعامل بشكل مباشر مع المستهلكين الآخرين.
10. يسمح التسويق الرقمي بعرض المنتجات بشكل سريع والتغيير فيها حسب الحاجة وهذا ما لا يمكن أن يتم خلال التسويق التقليدي.
11. يتيح التسويق الرقمي متابعة تصرفات المستهلكين ورصد آرائهم.
12. يقلل التسويق الرقمي من التكاليف المالية؛ وذلك بسبب عدم الحاجة إلى وجود بُنى تحتية.
13. تقوية العلاقة مع العملاء عبر تحقيق التواصل الفعال.

إقرأ أيضاً: التسويق الاجتماعي وسيلة للتغيير

في الختام:

لقد عرفت وظيفة التسويق تغيرات عديدة عبر التاريخ حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، فالتسويق هو الركيزة الأساسية لأي مشروع أو منظمة وفي عالم الاقتصاد عامة، ويعد لجوء المسوقين إلى استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال في النشاطات التسويقية نقطة تحول في مسار التسويق، فالإنترنت اليوم لم يعد مجرد وسيلة اتصال أو قناة توزيع؛ بل هو مجتمع متكامل ونمط للحياة العصرية، وتجدر الإشارة إلى أنَّه كلما اعتمد التسويق الرقمي على وسائل رقمية أكثر، كان تحقيق أهدافه أسرع.