ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنَين والزوجين جوليان سوندرز وكيرستن سوندرز (Julien Saunders and Kiersten Saunders) واللذين يُحدِّثاننا فيه عن تجربتهما مع سر الثراء.
الأشخاص الخبيرون مستعدون لتقديم إجاباتٍ رائعة، فقد طُرِح عليهم هذا السؤال ملايين المرات سابقاً؛ لذا فإنَّ إجاباتٍ على غرار “ابدأ من الأمس” جاهزةٌ لديهم، والهدف من هذه الإجابة تحفيز الناس على استثمار قوة الوقت الذي بين يديهم، لكن على الرغم من أنَّ هذه النصيحة تخفي وراءها نوايا صادقة، إلَّا أنَّها ليست كافية.
في الحقيقة، كان على العديد من الأشخاص الذين أسسوا أعمالاً ناجحة أو حققوا مستويات رائعة من الثروة، تَحمُّل بعض الأوقات الصعبة بعد البدء، لكن على الرغم من كل الصعاب، فقد استغلوا قوَّتهم الداخلية وشجاعتهم ومثابرتهم لتحقيق أهدافهم.
وتجربة حياتنا لا تختلف عن الآخرين، لقد كانت لدينا بعض الأوقات الجيدة والصعبة كذلك.
في الأوقات الصعبة، من الطبيعي تماماً أن تتراجع عن معتقداتك، وقد تلوم نفسك على عدم إجراء بحث كافٍ أو طرح أسئلة أفضل، وقد تجد نفسك مستاءً من الخبير الذي اتبعت نصيحته؛ وذلك لأنَّه لم يخبرك القصة كاملة.
في الواقع، إنَّ تجربتك مع الفوضى المالية والركود والفشل الذريع، هي تجربة فريدة بالنسبة إليك، والترياق المضاد للاضطراب المالي وإحدى أكثر النصائح التي يمكن أن نقدمها صدقاً على مستوى العالم، لا تفقد عزيمتك؛ لأنَّ هذا الأمر هو ما يحدد قدرتك على المثابرة حتى النهاية، وما إذا كنت ستسجل هذه التجارب على أنَّها مكاسب أو خسائر.
مثل العديد من الناس في دول العالم، تأثرنا بالركود الاقتصادي الكبير، فالمنزل الذي اشتريناه في عام 2007 خسر أكثر من نصف قيمته السوقية بعد أقل من عام من شرائه، ولو أنَّنا استسلمنا للخوف وبعنا المنزل في السنوات التالية، أو تمسكنا بالخطة الأصلية وانتقلنا إلى منزل أكبر في وقت أقرب ممَّا فعلنا، لكنَّا تعرضنا لخسارة كبيرة في هذا الاستثمار، لكنَّنا بدلاً من ذلك، تمسَّكنا به واستمرينا في العيش فيه حيث تعافى الاقتصاد ببطء ولكن بثبات، وفي النهاية، قمنا بتجديد وتحويل هذا المنزل إلى عقار مستأجر حتى بيعه أخيراً في عام 2018 بسعر بيع أعلى بنسبة 60% من سعر الشراء الأصلي.
وبالمثل، بعد أن تشجعنا لفتح حساب وساطة في عام 2014، استثمرنا في صندوق مؤشر مرموق، لنرى بعدها أنَّه يخسر آلاف الدولارات في اليوم، لقد كان في إمكاننا التشكيك في مصداقية مصادر معلوماتنا وحتى في قدراتنا على اتخاذ قرارات مالية ذكية، بدلاً من ذلك، لم نكترث للخسارة، وكنَّا نتذكر أنَّنا مستثمرون على الأمد الطويل ولا نعتمد على مكاسب اليوم نفسه، والآن بعد 7 سنوات، تضاعف الصندوق نفسه من حيث القيمة السوقية ونحن مرتاحون لعملنا، ومتأكدون أنَّه سيستمر في النمو خلال العقود القادمة.
لقد كان العام الماضي عاماً صعباً، ونحن نعرف الآن ما شعورك عندما تبدأ عملاً تجارياً ضخماً، ثم يتوقف بسبب جائحة عالمية.
ففي كل حالة من هذه الحالات، لم يكن هناك خيار جيد سوى عدم القيام بأي شيء، والصمود حتى النهاية، والحفاظ على المسار حتى لو كان ذلك غير مريحاً أو كان المستقبل غير واضح.
فائدة العيش في عصر المعلومات، هي أنَّ كل واحد منَّا لديه إمكان الوصول إلى البيانات، فالأفكار بين أيدينا، وفي أي لحظة، يمكننا قراءة المقالات وتحليل الرسوم البيانية والاستماع للنقاد وهم يتناقشون حول تنبؤاتهم المتغيرة للمستقبل، ما نفعله بهذه المعلومات هو المفتاح، وما إذا كان يجب علينا التصرف بناءً عليه يعتمد على الموقف المحدد.
ولكن من خلال كل ذلك، يُعدُّ الحفاظ على نظرة متفائلة خلال الأوقات الجيدة والصعبة أمراً أساسياً في تحديد النتائج المالية، وموقفك هو ما يجعل صبرك ومثابرتك ممكنَين.
ونحن كأشخاص نشأنا في جيل الألفية، مررنا الآن بركودين اقتصاديين مخيفين في حياة البالغين العاملين، يمكن للخوف الناتج أن يصيب الإنسان بالعجز عندما تواجه كارثةً كهذه، لكنَّنا تعلَّمنا أنَّه عندما يهدأ الغبار، فإنَّ أولئك الذين يحافظون على توازنهم، ويحافظون على موقف إيجابي، ويتصرفون بما يتماشى مع أهدافهم طويلة الأمد، هم الذين ينتهي بهم الأمر إلى الأمام.
هؤلاء الخبيرون ليسوا مخطئين عندما يقولون: “ابدأ من الأمس”، ولكن بعد أن عشنا في هذه الأيام، يمكننا أن نقول إنَّ الطريقة التي تتعامل بها اليوم وغداً لا تقل أهمية.
المصدر
